zatou hanane ♥ vip♥
مًشأرَڪٍتڪٍ : 35400 العمر : 31 عَملِي ¦ مِهنَتيِ .. * : أستاذة / التعليم الثانوي رَإيَڪٍ بَبرأعَمً البنَـأتـْ~ : هايل مَزآجِڪٍ .. : هادىء تاريخ التسجيل : 13/12/2008 تٌقِآيِميِ : 63
| موضوع: رمضان شهر الإيمان والعمل الأربعاء 11 أغسطس - 12:12 | |
| رمضان شهر الإيمان والعمل
وائل نجم - بيروت
أولاً: التعريف قال تعالى: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة : 185 ] . فشهر رمضان هو شهر الصيام عند المسلمين، والصيام هو الإمساك عن الشيء والترك له، أو ترك الطعام والشراب والنكاح والكلام (1). ورمضان هو أحد الشهور القمرية ومأخوذ من الرَمَّض وهو شدّة الحرّ، والرمضاء هي الصحراء (2)، وقد سمّي رمضان بهذا الاسم لأنه يرمض الذنوب ويحرقها بالأعمال الصالحة (3) .
ثانياً: مكانة رمضان في الإسلام لرمضان مكانة عظيمة في دين الله تعالى، فقد اختاره الله دون غيره من الشهور ليكون شهر العبادة، عبادة الصيام فقال تعالى : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة : 185 ] ، كما أنزل الله فيه القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر فقال تعالى : { إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر } [ القدر : 1 ] ، وجعل العبادة فيه مضاعفة الجر والثواب . فيه تصفّد الشياطين وتفتّح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وفيه لله عتقاء من النار، وفيه كل الخير للناس في الدنيا والآخرة .
ثالثاً: رمضان شهر الصيام 1- مشروعية الصيام في رمضان. لقد شرع الله لنا صيام الشهر المبارك وقد كان فرضه على من سبقنا من الأمم التي جعلت لنفسها أياماً محددة من العام في الربيع، في أيام اعتدال الطقس لصومها، وتركت صيامه. ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم المدينة صام يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، ثم إن الله فرض صيام شهر رمضان فأنزل { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ البقرة : 183 ] إلى قوله تعالى : { أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُون } [َ البقرة :184 ] ، فكان من شاء صام ومن شاء أفطر، ثم بعد ذلك اوجب الصيام في رمضان فأنزل : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [ البقرة : 185 ] (4) . ومنذ نزول هذه الآيات صار الصيام فريضة على كل مسلم ومسلمة إن أدّاها أجر على ذلك، وإن لم يؤدّها يحاسب ويعاقب على تركها عند الله لأنها من فروض العين . 2- الترغيب في صيام رمضان والترهيب من إفطاره فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غـُفر له ما تقدّم من ذنبه ) رواه الشيخان. وكذلك قال: ( من أفطر يوماً من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صيام الدهر وإن صامه ) رواه البخاري. 3- النيّة في صيام رمضان النيّة من أعمال القلوب ولا يشترط فيها النطق باللسان وتكفي نيّة الصوم في أول ليلة منه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها إو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه) البخاري . 4-على من يجب الصوم ويجب الصوم على كل مسلم ومسلمة بالغ عاقل، ما لم يكن مأموراً بالفطر كالحائض والنفساء- أو مرخصاً له به كالمريض والمسافر. ويستحب تعويد الأطفال القادرين على الصيام ابتداءً من سن السابعة. 5- ما يبطل الصوم يبطل الصيام إذا تعمّد الصائم أن يفعل ما حضرته الآية الكريمة من أكل او شرب أو جماع، أو إذا تعمّد القيء؛ وعليه حينئذ قضاء يوم مكان اليوم الذي أفسده. 6- صيام المسافر والمريض يباح للمسافر والمريض الفطر وعليه ان يقضي أياماً في غير رمضان بعدد الأيام التي أفطر فيها. قال تعالى : { فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ البقرة : 185 ] . والفطر للمسافر رخصة، إن اخذ بها فحسن، وإلا فلا جناح عليه . 7- صيام الحامل والمرضع ولهما حكم المسافر أي أن تفطرا، وعليهما القضاء بعد زوال عارض الحمل والأوضاع، فعن أنس بن مالك الكعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله وضع عن المسافر شطر الصلاة، وعن المسافر والحبلى والمرضع الصوم أو الصيام) رواه احمد والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة واللفظ له. 8- حكم الحائض والنفساء وأما الحائض والنفساء فيجب الفطر عليهما، وعليهما القضاء فيما بعد. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. رواه البخاري ومسلم. 9- الكفارة والقضاء والفدية الكفاءة الكبرى ( مع القضاء) لا تجب إلا عند الإفطار المتعمّد في نهار رمضان بالجماع وهي صيام ستين يوماً أو إطعام ستين مسكيناً إن لم يستطع الصيام، وأما الإفطار بغير جماع سواء كان بعذر او بدون عذر، فليس على المفطر إلا صيام يوم بدل اليوم الذي أفطر فيه. وأما بالنسبة للمسنين الذين لا يطيقون الصيام فهؤلاء يطعمون عن كل يوم من رمضان مسكيناً من أوسط ما يطعمون.
رابعاً: رمضان شهر العبادة. هو شهر نومكم فيه عبادة ، وأنفاسكم فيه تسبيح؛ فيه ضاعف الله الأجر والثواب وجعل من لياليه ليلة القدر وهي خير من ألف شهر. وقد خصّه الله دون غيره من الشهور بعبادات مضاعفة الأجر والثواب وهي : 1- عبادة الصيام: فالإنسان ينقطع عن طعامه وشرابه والجماع من بزوغ الفجر الصادق إلى غروب الشمس، لا لشيء إلا لله ( كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به) البخاري. فهو خالصاً لله وهو الذي يجزي عليه. 2- صلاة التراويح: او صلاة قيام رمضان. وهي سنة مؤكدة وهي من خصائص هذا الشهر المبارك، يصليها المسلمون عشرين ركعة أو يمكن أن تكون أقل من ذلك أو اكثر، وتكون بعد صلاة العشاء. ولقد صلاّها رسول الله في المسجد الليلتين الأولى والثانية وصلـّى بصلاته ناس، وقد اجتمعوا في الليلة الثالثة فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مخافة أن تفرض على الأمة. وقد قال فيها: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غـُفر له ما تقدّم من ذنبه) النسائي . وقد جمع عمر الناس عليها فيما بعد. 3- صلاة الجماعة: وصلاة الجماعة مطلوبة من كل مسلم حيث يجب ان يحرص على أداء صلاته في جماعة حتى يكون الأجر والثواب أكبر عند الله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة) البخاري. والمسلم إذا توضأ (فأحسن الوضوء ثم خرج إلى الصلاة لا يخرجه إلا إياها لم يخط خطوة إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة) الترمذي ، حسن صحيح. 4- الدعاء: وقد قال الله تعالى بعد آية الصيام : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة : 186 ] . والدعاء مخ العبادة، وهو مستجاب إذا صدر عن قلب مخلص، وفي رمضان يكون الإنسان قريباً من ربه فيستجيب الله دعاءه. 5- الإنفاق في رمضان: الصدقة تطفىء غضب الرب، خصوصاً صدقة السرّ، والكرم والجود من صفات نبينا الكريم؛ فلقد كان جواداً، يجود بما عنده وهو له أحوج، ولا يبخل به؛ وكان أجود ما يكون في رمضان حتى قيل إنه كان كالريح المرسلة، وقد حضّ على الإنفاق في سبيل الله وقال فيه: ( إن ملكاً بباب من أبواب السماء يقول من يقرض اليوم يجزى غداً، وملكاً آخر يقول اللهم أعطِ منفقاً خلفاً وعجّل لممسك تلفاً ) رواه أحمد. 6- العمرة في رمضان: لقد بيّن نبينا الكريم أن أداء العمرة لله في رمضان تعدل أداء حجة (البخاري) وإن لم يسقط أداء الفريضة عن المقتدر. وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على مقدار الأجر والثواب الذي جعله ربنا في هذا الشهر. 7- الاعتكاف: ولقد جعل من سننه صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر المبارك الاعتكاف في المساجد والتفرغ للعبادة لا سيما في العشر الأواخر من رمضان دون أن يشغل الإنسان نفسه بشيء من الحياة الدنيا. 8- ليلة القدر: وهي خير من ألف شهر كما جاء في الآية الكريمة { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ } [ القدر : 3 ] ، ويستحب طلبها في العشر الأواخر من رمضان لا سيما ليلة السابع والعشرين منه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غـُفر له ما تقدّم من ذنبه) رواه البخاري ومسلم. 9- زكاة الفطر: وهي من العبادات التي فرضت في السنة الثانية للهجرة، وهي واجبة على كل فرد من المسلمين إذا كان يملك ما يزيد عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وقد (امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ) رواه الجماعة؛ وتصرف للفقراء والمساكين. 10- مضاعفة الأجر والثواب: لقد خصّ الله رمضان دون غيره من الشهور بهذه الخاصية المباركة حيث جعل الأجر والثواب فيه مضاعفاً، فهو شهر العبادة بامتياز، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بعد الفطر فذلك تمام صيام السنة) مسند احمد.
خامساً: رمضان شهر الأخلاق لقد لخّص رسول الله صلى الله عليه وسلم المهمة التي بعث من اجلها بأنها لإتمام مكارم الأخلاق فقال :( إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) أحمد، كما جعل من اقرب الناس منه مجلساً يوم القيامة ( أحاسنكم أخلاقاً ) الترمذي. وقد وصف ربنا تبارك وتعالى أخلاق نبيه بأنها على درجة عالية من العظمة فقال تعالى : { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ القلم : 4 ] . فالإسلام رسالة الأخلاق بامتياز، رمضان شهر تجديد الالتزام بأخلاق الإسلام بامتياز أيضاً ، ومن هذه الأخلاق: 1- خلق الصبر: فرمضان مدرسة الصبر الجميل تبدأ مع تحمّل مشاق الجوع والعطش والبعد عن ملذات الدنيا وحلالها رغم الاستطاعة عليه عن طيب نفس وخاطر، وما ذلك إلا ليتعلم المسلم الصبر على مشاق الحياة وصعابها، وعلى تحمّل أعباء هذه الدعوة والرسالة، وقد قال الله تعالى : { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [ الزمر : 10 ] . 2- خلق التسامح: الإسلام دين الحنيفية السمحة، ورسول الله رسول المحبة والتسامح. ألم يقل لأهل مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء (ابن هشام) بعد أن دخل مكة فاتحاً، فعفا عنهم وسامحهم. ألم يسع قلبه الكبير أبناء الطائف وأهلها وهم الذين ألقوا عليه الحصى والحجارة وطاردوه في بلدهم حتى عندما جاءه ملك الجبال عارضا عليه أن يطبق عليهم الأخشبين قال له: ( بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئاً ) رواه مسلم. ورمضان يعلمنا أن نعزز خلق التسامح فيما بيننا، ويطهر قلوبنا من أدران الحقد والغيرة والحسد ليزرع مكانها التراحم والتسامح وفتح الصفحات الجديدة المشرقة، وها هو يعلمنا في رمضان فيقول:( فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ) رواه البخاري ومسلم. 3- خلق الأخوة: ويتجلى هذا بأبهى صوره عندما تتوحد الأمة من مشرقها إلى مغربها على عبادة واحدة، وعلى سنن واحدة، فهي تصوم وتمتنع عن حلال الدنيا في وقت واحد عند بزوغ الفجر وعند غياب الشمس، وتجتمع في وقت الإفطار في أبهى صورة من صور التوحد الأخوي. تتحدث في شؤونها وشجونها وتتفاعل مع قضاياها وهمومها ، فليس بمسلم من لم يهتم بأمر المسلمين، وهكذا يعزز رمضان روح الأخوة الإيمانية في نفوس المسلمين. 4- خلق المحبة والتواصل: والإسلام يريد غرس القلوب بالمحبة والطاعة،( فلا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) أحمد، ورمضان جاء ليعزز من بناء جسور التواصل بين الناس، ويعمّق من أصول المحبة في قلويهم، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) الترمذي . وبهذا المعنى يتعزز التواصل وتزداد الصداقات ويتعمّق الحب، وتتوثّق رابطة الأخوة الإيمانية. 5- خلق التوسط والاعتدال: الإسلام دين الوسطية . وأمتنا امة الوسط وقد قال الله تعالى فيها : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [ البقرة : 143 ] ، فلا إفراط يؤدي إلى العجز عن القيام بالواجبات وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لن يشاد الدين أحد إلا غلبه) البخاري. ولا تفريط يجعل الإنسان يركن إلى حياة الترف في هذه الدنيا الزائلة، إنما توسّط واعتدال في كل شيء بحيث يحيى الإنسان في طاعة ربه دون أن يعقّد الحياة على نفسه، فضلاً عن أن يعقّدها على الناس. لعل من أهم مبادئ وسطية واعتدال الإسلام التي أراد رمضان تكريسها هي في إيجاد الإجابات المطمئنة لكل الأسئلة والمشاكل التي تحيّر البشرية في هذا القرن وفي غيره من القرون، وتخرجها من أزماتها. فأهمية هذا الدين تكمن في الخصوصية التي تمتع بها عندما انفرد دون غيره في إمكانية إيجاد المخارج للناس من ظلمات الحياة المختلفة وقد قال الله تعلى : { الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } [ إبراهيم : 1] ، ولكن هذه الإمكانية تختفي وتزول عندما يفقد الإسلام ميزة التوسط والاعتدال التي أرادها الله له، وبالتالي فقد يفقد إمكانية إيجاد المخارج، فتتعطل مسيرة الحياة أو تخرج عن جادة الصواب، ورمضان يعيد بناء هذا الخلق في نفوسنا وقلوبنا لتعود الأمة إلى اعتدالها وتوسطها.
سادساً: رمضان شهر الجهاد. كما وان رمضان شهر العبادة والأخلاق، فإنه أيضاً شهر العمل والجهاد. فلا تتوقف مسيرة العمل في رمضان لأن مفهوم العبادة في الإسلام يشمل العمل أيضاً، وبالتالي فإن الأعمال التي يؤديها الإنسان تكون جزءاً من عبادته لله تعالى، ولعل في طليعة الأعمال الجهاد في سبيل الله للدفاع عن حياض الأمة ودينها، وحمايتها من خصومها وأعدائها. لقد شهد رمضان أعظم المواقع التي كانت مفصلاً تاريخياً مهماً، فتعززت شوكة هذا الدين، وتكرست مفاهيم العدالة والمساواة والحرية . ولعل أهم هذه المواقع: 1- غزوة بدر الكبرى: وقد كانت في السابع عشر من رمضان وقد خرج فيها الرسول صلى الله عليه وسلم لملاقاة عير لقريش كانت قادمة من الشام إلى مكة، كي يسترد حقوق المسلمين التي سلبت منهم عندما فروا بدينهم من مكة مهاجرين إلى المدينة. لقد أرادها الرسول صلى الله عليه وسلم استرداداً للحقوق أو لبعضها، ولكن الله تعالى أرادها نفيراً، فكانت معركة قوية بين المسلمين الأوائل وفي مقدمتهم الرسول صلى الله عليه وسلم وبين مشركي قريش، وقد قاتلت الملائكة إلى جانب المسلمين، فانهزم الشرك وولى مدبراً { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الروم : 47 ] . { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [ الأنفال : 10 ] . لقد تحقق النصر بفضل الله أولاً، وبفضل الثقة بالله ثانياً، وبالقيادة التي تمثلت بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ثالثاُ. لقد كانت ثقة كبيرة لا تهزمها الجيوش الجرارة، وتجلت في قبول خوض البحر والصحراء مع الرسول صلى الله عليه وسلم دون تردد رغم قلة العدد وضعف الإمكانيات على مستوى العدة والتجهيز، لكنها الثقة بالله وبالرسول وبقيادته الحكيمة. لم يعرف المسلمون في بدر معنى للتردد، كما وأنهم لم يعرفوا معنى للشك. لقد وقفوا كالجبال الراسيات فكانوا حوالي ثلاثمئة وأربعة عشر جبلاً وليس رجلاً فحسب، بينما كان المشركون حوالي الألف من الذين ترددوا ووهنوا فكان النصر حليف المؤمنين . وحري بهذه الأمة اليوم أن تجدد ثقتها بربها ، ولا تتردد في خيار الدفاع عن حقوقها ومقدساتها، وأن تتعاطى مع الأحداث بحكمة العاقل لا بشجاعة المتهور، ولن يترنا الله أعمالنا. 2- فتح مكة: في العاشر من رمضان دخلت جيوش المسلمين مكة المكرمة. دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس عشرة آلاف مجاهد من كل أرجائها، وارتفعت صيحات التكبير من بلال فوق البيت العتيق معلنة بزوغ فجر جديد لمكة ولمحيطها، بل للعالم، إنه فجر الإسلام الذي أراد الله به إسعاد البشرية في الدنيا والآخرة. لقد جاءها رسول الله مع المسلمين قبل عامين من الفتح معتمراً، لكنه رُدّ، وعقد الصلح مع اهلها في الحديبية، وقد سمّاه الله فتحاً. لم يدرك أحد في وقتها أن الفتح صنع في تلك اللحظات التي كانت تخط فيها الأنامل تلك الوثيقة، لكن الله تعالى قال: { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا } [ الفتح : 1 ] . ونزلت هذه الآيات بعد الصلح. ثم بعد عامين وبعد إخلال قريش وحلفائها بعقد الاتفاق المبرم معهم، وبعد اعتدائهم على حلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حانت ساعة التخلـّص من الأصنام ومن هذه الذهنية التي تقدّس الموروث دون التفكر في أسبابه، استعدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهّز قوة من عشرة آلاف مجاهد وأتى بها مكة فاتحاً معلناً مكة حرماً مقدساً آمناً ومدينة للسلام والأمان والإيمان. لقد جسّد رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الفتح كل معاني وقيم الرسالة التي حملها، لقد قال لأهلها وهم الذين آذوه وأخرجوه وقاتلوه وعذبوا أصحابه، قال لهم: ( ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا : اخ كريم وابن أخ كريم. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء) ابن هشام. إنها عظمة الرسالة، وقوة الانتصار على الذات، كي تتجذر مفاهيم السعادة التي أرادها الإسلام، لا الانتصار على الغير والتشفي لتكريس مفاهيم الأحقاد والضغائن والثأر. لقد دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك اللحظات كل المفاهيم الجاهلية وأولها الغدر والخيانة والثأر والحقد، وأرسى قيم المحبة والتسامح والتكافل وحفظ الدماء وهي قيم أساسية في الإسلام. لقد كان فتح مكة تحوّلاً جذرياً لواقع عاش طويلاً على مفاهيم الظلم والاستبداد والاستضعاف إلى واقع باتت العدالة والمساواة معياره الأول.
سابعاً: الخاتمة إن رمضان شهر قد اختصه الله بهذه الميزات فأنزل فيه كتابه، ونصر نبيه، فانكسرت شوكة المشركين في بدر، وتحررت مكة من أعباء الحمل الثقيل التي كانت تنوء تحته. ثم إن الله ضاعف فيه الأجر والثواب في كل العبادات، وجعله مدرسة عظيمة نتعلم فيها الكثير من المعاني المتصلة بأخلاقنا اليومية. ولذلك قيل لو يعلم الناس ما في رمضان من الخير لتمنوا ان تكون السنة كلها رمضان، فحري بنا في الشهر المبارك أن نستلهم كل هذه المعاني لنجدد الثقة بالله، والبيعة لرسوله فيكتب لنا الأجر ، ولأمتنا النصر والتمكين وما ذلك على الله بعزيز.
| |
|
كويتيه وافتخر ♥ vip♥
مًشأرَڪٍتڪٍ : 3607 العمر : 30 عَملِي ¦ مِهنَتيِ .. * : طــالبه بالثنويه رَإيَڪٍ بَبرأعَمً البنَـأتـْ~ : نايس مَزآجِڪٍ .. : هبى تاريخ التسجيل : 01/02/2010 تٌقِآيِميِ : 4
| موضوع: رد: رمضان شهر الإيمان والعمل الخميس 12 أغسطس - 10:54 | |
| باااااااااااارك الله فيج تحياااااااااااتى | |
|
zatou hanane ♥ vip♥
مًشأرَڪٍتڪٍ : 35400 العمر : 31 عَملِي ¦ مِهنَتيِ .. * : أستاذة / التعليم الثانوي رَإيَڪٍ بَبرأعَمً البنَـأتـْ~ : هايل مَزآجِڪٍ .. : هادىء تاريخ التسجيل : 13/12/2008 تٌقِآيِميِ : 63
| موضوع: رد: رمضان شهر الإيمان والعمل الخميس 12 أغسطس - 11:22 | |
| يسعدني تواجدك بين سطوي التي اكتبها | |
|
zatou ali ♥ عضوة جديدة ♥
مًشأرَڪٍتڪٍ : 7198 العمر : 29 عَملِي ¦ مِهنَتيِ .. * : الجامعة - تخصص حقوق مَزآجِڪٍ .. : مــــــــــــــــرح تاريخ التسجيل : 02/08/2009 تٌقِآيِميِ : -1
| موضوع: رد: رمضان شهر الإيمان والعمل الخميس 12 أغسطس - 11:24 | |
| مشكورة الله يعطيك العافية | |
|
zatou hanane ♥ vip♥
مًشأرَڪٍتڪٍ : 35400 العمر : 31 عَملِي ¦ مِهنَتيِ .. * : أستاذة / التعليم الثانوي رَإيَڪٍ بَبرأعَمً البنَـأتـْ~ : هايل مَزآجِڪٍ .. : هادىء تاريخ التسجيل : 13/12/2008 تٌقِآيِميِ : 63
| موضوع: رد: رمضان شهر الإيمان والعمل الخميس 12 أغسطس - 11:25 | |
| رائع مروركم وردكم الذي اسعدني تحياتي لكم *********
| |
|
zatou belkheir ♥ كبيرة المشرفين ♥
مًشأرَڪٍتڪٍ : 5752 العمر : 28 عَملِي ¦ مِهنَتيِ .. * : مدرسة العليا للاساتذة تخصص أستاذ متوسط رَإيَڪٍ بَبرأعَمً البنَـأتـْ~ : جيد مَزآجِڪٍ .. : عـــــــادي تاريخ التسجيل : 18/01/2010 تٌقِآيِميِ : 0
| موضوع: رد: رمضان شهر الإيمان والعمل الخميس 12 أغسطس - 11:29 | |
| مشكورة اختي في انتظار جديدك تسلمي
| |
|
zatou hanane ♥ vip♥
مًشأرَڪٍتڪٍ : 35400 العمر : 31 عَملِي ¦ مِهنَتيِ .. * : أستاذة / التعليم الثانوي رَإيَڪٍ بَبرأعَمً البنَـأتـْ~ : هايل مَزآجِڪٍ .. : هادىء تاريخ التسجيل : 13/12/2008 تٌقِآيِميِ : 63
| موضوع: رد: رمضان شهر الإيمان والعمل الخميس 12 أغسطس - 11:31 | |
| رائع مروركم وردكم الذي اسعدني تحياتي لكم *********
| |
|