بسم الله الرحمن الرحيم
يتنافس المسلمون عادة في شهر رمضان في العبادات من صلاة وتلاوة قرآن وصدقة
وكثير من القربات لكن سؤالاً ملحاً يطرح نفسه .... ترى لأي من العبادات
الأولوية ...... وعلى أي أساس يتقبل ربنا جل وعلا عباداتنا هذه
ربي عزوجل لم يزل كريماً حليماً يفتح خزائن رحماته ومغفرته وعتقه من النار
في هذا الشهر ويتجلى على عباده جميعاً فيحبب إليهم العبادات بشكل لم يعهدوه
إلا في رمضان .....
لكن أنى أن تُتقبل عباداتنا وقلوبنا محمّلة بأنواع كثيرة من الشحناء
والبغضاء والكبر والتعصب الأعمى ...... فإذا كانت النفس تقول في كل لحظة (
أنا وبس ) .... أليس هذا هو التعصب والجاهلية بعينها
وإذا كان المسلم يشمت بأخيه المسلم ويفرح بمصابه والعياذ بالله أو يرفض
الصلح معه أو مسامحته فأنى له أن يتأمل أن يغفر الله تعالى له وأن يرحمه
.....
[وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا
أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ
لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ]النور22
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات 10
وذاك الذي يستبيح لنفسه في كل مناسبة أن يتكلم في عرض أخيه ولو تلميحاً أنى له أن يتوقع التجلي والقبول في رمضان
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن
يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ
خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا
بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ
يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11
فهذه دعوة إخوتي لنصدر أحكاماً عامة بالعفو والصفح لتكون قلوبنا طاهرة
مستعدة لتجليات الله تعالى ..... ولنعتذر عن الإساءة إن أسأنا لأحد ولنرد
المظالم فحقوق العباد مبنية على المشاحة ..... فإذا أقبل رمضان ونظر رب
العزة إلى قلوبنا فوجدها تلهج بالدعاء لنا وللمسلمين جميعاً دون حقد أو حسد
أو ضغينة حاشاه ربي أن يرد دعاءنا ورجاءنا
منقول