حكاية الأيامـْ

لقد حكتلي الايام عن سير الاحباب ،قالت ان مجمع الورود، ملتقى الحكايات ،تتناغم فيه همسات القلوب مع ضحكات الاطياف .اعلمتني بان روضات زهرها نقية ،صافية وابدية . اسمعتني رنيم المطر وتموج الشمس
قالت لي : ان بحثت عن قوت القلوب او نور الدروب فلن تجديه ، فهو هائم بين اشعة الشمس الذهبية ونور القمر الفضي
فقلت لها: اين يمكنني ولو مشاهدة ظل طيفه
قولي لي ........ارجوك
قالت الايام : لما ترجوني ، فلا داعي لرجوتي
انظر ...انظر بداخلك .ستجدينه ......
هو نور ساطع وان خفت في نظرك ، فهو وميض ساطع لغيرك . انت لم تلحظيه وهو يسعى خلفك لينير لك دروبك ، انت لم تلحظيه وهو يمسح الدمعة من عينك حين تحزنين.
هل ظننت بانك وحدك ،انت مخطئة فهو دائما في انتظرك ، دائما معك ، دائما بجوارك .
....ينتظر يوما تهمسين له في اذنه، ينتظر يوما يرى لك فيه بسمة نقية صادقة تخلو من شوائب الهموم والاحزان .
...ادركيه فهو بانتظرك ، او بالصح انظري بداخلك .
انه دربك الذي لطاما تجاهلته واحتقرته ، انه بر الامان الى الامتياز الذي كنت دائما تخافين ان تخطوي فيه.
اذهب اليه ..اسرعي فالوقت بدا يمضي وهو في احوج الاوقات اليك ،وانت احوج اليه من غيره ..
اسرعي ..فهو ينتظرك فلا تخذليه ، اعيد له نوره الذهبي ، وضياءه الفضي ، اعيد له بسمته اللوتسية التي كانت تفوح بعبق زئبقي ندي ..
اسرعي انه في اتنظارك...........................
- ارايت تلك الاحراش الشوكية اعبريها ، ثم اقطعي ذلك السفح العاتي ، تشبثي جيدا ..فذلك الجسر اهترءت الواحه وذبلت الورود التي تبرعمت في احباله ، بعدها اسالي العابرين عن السبيل ..ومع ذلك لن اظنهم سيدلونك -اتعلمين لماذا ؟
قلت لها في حيرت : لماذا سينكرون السؤال ؟
ردت علي في استغراب ........ هي امالك التي اخمدتها ،هي طموحاتك التي هدمتها من اجل البلبلات .. ولذلك لن يدلوك
ومن الافضل الا تساليهم ......سترين في عيونهم حسرة الوحدة ، ستلحظين دمعة لؤلؤية تتسلل بين اجفانهم ورموشهم لتدب فيهم صرخة الياس والالم ....
ولذلك لا تساليهم ،ولا حتى بالتحية لا تلاقيهم .. فهم سيتبعون سيرك بانين يسمع الم خفتة النور في قلوبهم ......................
اسمعي كلامي واكملي الطريق ، ستلحظين ان الالوان ازهى في كل خطوة خطوتيها من قبل ....... امعني النظر فيها وحاولي ان تستنشقي عبقها الزكي .. اسمعي زقزقة الاطيار، راقبي تحليق الفراشات ، اشعري بتموج الرياح وهي تلعب بحبات السنابل الذهبية ، واحتسي بعض قطرات الماء من الينابيع الصافية النقية .
ومن ثم اكملي طريقك ، ستجدين كوخا بسيط و قديم ، ولكنه يشعرك بالطمانينة ، تحسين براحة لم يشهد لها مثيل .. تترااى لك اخيلت فلحقيها ....... ستقودك اليه .
-قلت للايا م بلهفة : من ...الى من ستقودني ؟
اجيبني ارجوك ... لا تتركني حائرة .... من سالتقي؟
- فغدوت ارى الايام تمضي بعناد من دون الالتفات

*يبدو ان للايام الغازا وحكايات تابى ان تطلعني عن خواتمها ومغزاها .


*ايتها الايام لنا لقاء اخر، في رواية اخرى ، بحروف اخرى ، تسردين في سطورها وتراكيبها نغمات دروبي الحائرة ...
والى هذا الحد ساكتشف المجهول وحدي ، ولقاءنا لن يكون بعيدا ولا مستحيلا ......
اعدك بهذا
ايت----------------------ها الاي--------------ام::